Admin Admin
| موضوع: افتراءات على التاريخ الأسلامى ...... مهم جدا الأربعاء 19 أغسطس 2009, 9:00 pm | |
| التاريخ الإسلامي …المفترى عليه !!!
لم يتعرض تاريخ أمة للتشويه و التحريف ومثلما تعرض التاريخ الإسلامي, و لميكن ذلك على يد المستشرقين و المتغربين فقط, بل أسهم في ذلك أدعياءالتاريخ و أصحاب الأغراض الخاصة و هواة الروايات و الحكايات غير الموثقةالتي تخدم المذهبيات.و لما كان التاريخ الإسلامي يمثل ذاكرة الأمة و حاضرها و مستقبلها, فإنتحريره يحتاج إلى منهج واع و رصين و معايير موضوعية نزيهة, إذ لا ينبغي أنتتقاذف كتابة التاريخ الآراء و الأهواء الشخصية, و التجارب الذاتية, والدوافع التي تفتقد إلى التجرد و الحياد.في هذا الإطار جاءت الندوة المغلقة التي عقدت في القاهرة عام 2000للبحثمسألة منهج النظر في التاريخ الإسلامي, موضحة المخاطر و التحديات التيتواجه كتابة التاريخ الإسلامي و كيفية مواجهتها و أردت أن أكتب لكم ما جاءفي تلك الندوة التي في نظري هامة جد هامة………مغالطات و انحرافاتاستهل د. عبد العظيم الديب- أستاذ و رئيس قسم و الأصول بكلية الشريعةجامعة قطر- حديثه بالتأكيد على أن المستشرقين تحاملوا على الإسلام, واتجهوا إلى كتب التراث باعتبارها الخرائط و الصور التي تصوغ عقولنا وعواطفنا و مشاعرنا و اتجاهاتنا و اهتمامنا, و حبنا و بغضنا, فهي المفاتيحالتي عرفوا بها كيف يخططون لتدميرنا ثقافياً و اجتماعياً و اهتمامناً, وجاءت معظم أعمالهم في مجال التاريخ بمعناه العام التاريخ السياسي والحضاري و الاجتماعي, و تاريخ الفرق و المذاهب و الرجال و الطبقات والرجال و معاجم البلدان, و تركز اهتمام المستشرقين على تاريخ الفرق والصراع بينها, و كانت لهم عناية خاصة بتاريخ الزندقة و الزنادقة و القفزمن وراء العصر الإسلامي إلى التاريخ القديم لإثارة النعرات الإقليمية, وتمزيق وحدة الأمة الإسلامية.و تناول د. الديب قضية كتابة التاريخ, مشيراً إلى أن المعلومات حينما تكونمغلوطة تؤثر تأثيراً خطيراً في التوجيه الفكري و النفسي, لأن الإنسانيتصرف بمشاعره و عواطفه أكثر مما يتصرف بعقله, فالتاريخ مجموعة معلومات ونسق فكري و ثقافي معين يتلقاه الإنسان و يسيطر عليه, و يربى عنده اتجاهاًثم اهتماماً ثم عاطفة ثم يملك عليه قلبه, و من ثم يتصرف بهذه الطريقة, وهذا هو الفرق بين الفكر و الإيمان, فصاحب الفكر لديه مقدمات و قياسات تقولأنه صحيح, و لكنه ينتهي عند هذا الحد, و أما صاحب الإيمان فينتقل بعد ذلكإلى مرحلة أخرى , و هي التطبيق و التنفيذ, و لذلك نجد القرآن الكريم يقول(( فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون))[ الأنعام:33],فعقلاً هؤلاء مصدقون لا يؤمنوا, و لعل القرآن الكريم أشار في مواطن كثيرةإلى أن القلب هم مكان الفقه و الفهم و الفكر, فهذا يدل على أن القضية لابدمن أن تنتقل من العقل إلى القلب, و لذلك فإن الاستعانة بمعلومات خاطئة فيكتابة التاريخ يترتب عليها مشاعر و عواطف بائسة تجاه تاريخنا الإسلامينستطيع أن نلمح هذا في أحاديث الدعاة, إذ أنهم لا يتجاوزون في استشهاداتهمعهد عمر بن الخطاب, و هذه كارثة لما تحمله من تصديق و أخذ بالكلام الذييثار حول التاريخ من عدم وجود فترات مشرفة لدى المسلمين في طريق النهوضالحضاري عدا فترة عمر رضي الله عنه.كما نجد أن معظم كتب التاريخ محشوة بمغالطات و انحرافات تردد عثمان بنعفان خان مال الأمة و أعطاه لبني أمية و أنه ولى أقاربه رقاب الناس, وانتشرت في عهده المحسوبية, و أن بني أمية قاتلوا من أجل السلطة, و أنيزيداً قتل الحسين, و انتشر الاستبداد في عهد بني أمية, و هارون الرشيدكان مترفاً و لديه جوارٍ كثيرات, و المماليك كانوا جهلة و الأتراك كانوامستبدين, و للأسف بعض المسلمين يسلمون بهذه المعلومات المخرفة إذا اطلعواعليها, و تبرز هنا خطورة الادعاء بأنه لا يوجد نموذج إسلامي لنظام دولةتقوم على الحكم الإسلامي!!فلابد مع تجلية التشريع الإسلامي و تأكيد صلاحيته لكل زمان و مكان, و أننثبت أن هذا التشريع قد نجح و طبق, و أن الأمة سارت بهذا التشريع نحو ألفعام و قادت به البشرية, و لذلك حينما نقول إن الإسلام يحكم على المسلمين,و المسلمون لا يحكمون على الإسلام, نكون أغفلنا بديهية قائدة و هي أنالأمة الإسلامية و الحضارة الإسلامية قامت و قادت الدنيا, و ارتادتالبشرية كلها بالحب و العلم و الفكر و الفن و الإخاء و المودة و ذلك نحوألف عام.أسطر قليلة لها قيمة كبيرةينبغي أن نبحث عن هذا التاريخ-يستطرد د.الديب- و أن نطهره و ننقيه منالشوائب لأهميته, حيث إن الأمم الواعية عرفت كيف تهتم بالتاريخ, فمثلاً فيعام 1984م نشرت الصحف أن الصين حشدت جنودها على حدود اليابان بسبب أناليابان أرادت أن تغير بضعة أسطر في تاريخها, و هذا الخبر منشور في كتاب "التربية عند اليابان".و ذلك أنه في عام 1945م عندما انهزمت اليابان, أحضر ماك آرثر- قائد القواتالأمريكية- عدداً من خبراء التربية(حوالي 17 خبيراً) وضعوا مناهج تاريخالأمم, و هي معلومات التي تؤثر في العواطف و المشاعر و تكوين الاتجاهاتلدى المجتمع, و كتبوا في منهاج التاريخ أن الجيش الياباني كان معتدياً علىالصين, فأرادت اليابان إعادة صياغة الكتابة فإذا بالصين تنذر و تحشدالجيوش لتظل هذه الأسطر موجودة!!!!و في هذه الواقعة يظهر لنا حرص الصين و معرفتها بمصادر القوة الحقيقية للأمم و المتمثلة في القوة الفكرية لا في الجيوش و الأسلحة.و أمامنا مثال آخر للمغالطات التاريخية التي نعيشها, حيث أن جمهورية مصرالعربية كانت تحتفل بالحملة الفرنسية – و من المعروف عند تاريخ المصريينأنه يقول أن نابليون جاء بأول مطبعة و عمل بمصر أول خريطة- و هذا الكلامليس صحيح البتة, و يدخل في جزئية تاريخية, حيث إن المطبعة كانت معروفة فيالشرق قبل نابليون بأكثر من مائة عام, و لا أدري ما السر الذي يجعلهم لايذكرون المطابع العربية التي كانت موجودة قبل نابليون حيث كانت هناك ثلاثمطابع في الشام, و في اسطنبول العاصمة, و التي كان يزورها كبار الشخصياتالمصرية, و كذلك كان لهذه المطابع فرمان بنظم عملها..و في التاريخ المصري العديد من المغالطات التاريخية و ذلك يرجع للطبيعةالاستعمارية, و التي شوهت تاريخنا فهناك كرومر الذي سألوه عندما دخل مصرعن حجم الأموال و السلاح الذي يحتاجه لتثبيت أقدامه في مصر فقال أريدخبراء تربية, و جاء فعلاً دانلوب- القسيس- الذي كانت له بصمات واضحة فيتاريخنا, و رومين دبرال - شخصية لم تدرس في التاريخ- و الذي قال" يستحيلالانتصار على المسلمين بالسلاح, لأن الانتصار عليهم لن يكون إلابالمنصِّرين, و سنبغي أن نستبدل الكلمة بالسلاح و الجند" و أسس مدرسةفكرية تقوم على التنصير و الروح الصليبية مما كان له تأثير واضح في بلادأرض الكنانة (مصر الإسلامية) منقول __________________ | |
|